محمد صلاح مش موهوب
و في حياة كل منا وهم كبير بيعطله اسمه الموهبة
ده اللي هتعرفه بعد ما تقرا كتاب Bounce ل Matthew syed أو كتب بتناقش نفس الفكرة زي The Outliers أو the Talent Code
في البداية الكاتب هو بطل تنس طاولة بريطاني، وبيحاول في كتابه يفهم ليه في ناس بالذات بتنجح في مجالها وتتميز فيه؟
الكاتب بيقول إن الحاجة الأهم اللي بتخلي الإنسان يتميز هي (العمل الطويل الجاد)، و ده معناه ببساطة إن الإنسان اللي بيقضي ساعات طويلة يعمل نفس الحاجة، هيتميز فيها.
وبيبدأ بضرب أمثلة زي هو شخصياُ اللي أهله قرروا لسبب ما يشتروا طاولة تنس ويحطوها في الجراج وهو صغير فيلعب عليها كل يوم بعد المدرسة ، أو موزارت اللي أهله سمحوله يقعد يعزف من أول ما بدأ يمشي، وبدأ دروس مكثفة للموسيقي من سن 4 سنوات، أو المجنون Laszlo Polgar الباحث اللي بدأ ينشر أفكار وهم الموهبة ولما الناس ماصدقتهوش ، قرر يطبقه على بناته التلاتة ، فاشترالهم شطرنج يلعبوا بيه من أول يوم اتولدوا وبدأ دروس مكثقة من و هما رضع لغاية ما بناته التلاتة بقوا أبطال شطرنج في كل البطولات النسائية ، وواحدة منهم كانت أول بنت تفوز في بطولة بيلعبها الرجالة و الستات.
فهي دي فكرة العمل الطويل ، إيه هو العمل الجاد؟
ماثيو بيقول إنك محتاج عشر آلاف ساعة تدريب في أي مجال علشان تبقى خبير فيه، وبيقول ليه على الرغم إن ناس كتير بتعمل نفس الحاجة عدد الساعات دي لكن مش بتتميز فيها، لأنه بتوصل بعد فترة معينة لحالة الثقة إني بعرف أعمل الحاجة دي كفاية فبتتوقف عن التدريب الفعال، مثلاُ اللي بيتعلم يسوق سيارة، بعد فترة بيسوق وهو بيتكلم وهو بيسمع راديو وهو بيفكر هيطبخ إيه، فهو كدا خرج من حالة التدريب، وبالتالي مش هيتطور في المهارة أو المهنة دي.
طيب هل كفاية العمل الطويل الجاد؟
من الحجات المهمة اللي لازم نقر بيها، هي الفرصة أو البيئة المحيطة ، واللي بيتحكم فيها الأهل في حياة ولادهم، زي القصص اللي حكيناها دي ودور الأهل وتوفير الإمكانيات لولادهم، وزي القصص دي في قصص أكتر لأهل رفضوا إختلاف ولادهم أو سفرهم او دخولهم كلية معينة، أو نقدر نقول اللي دمروا تميز ولادهم!
الكتاب كمان بيناقش إزاي تقدر تتغلب على عقلك وتغير تفكيرك من إنك خلاص مش موهوب وماتولدتش موهوب ، لإنك تقدر تشتغل على نفسك أكتر وتتعب أكتر فتحقق اللي بتتمناه.
و ده بياخدنا لقصة محمد صلاح، اللي كان بيقضي سنوات دراسته في المدرسة يركب 5 مواصلات علشان يسافر من طنطا للقاهرة، وبيرجع الساعة 3 بليل بعد التمرين، وكان بيحتاج نص مرتب أبوه في الشهر علشان يصرف على المواصلات، وإنه ده أثر على مستواه الدراسي ومادخلش ثانوي عام.
ودلوقتي لما حد بيتكلم عن صلاح بيتكلم عن إن الكورة بتجري في دمه و موهوب، ومش بيتكلم عن معاناته وأوقات تدريبه الطويلة ، وتضحياته، وده اللي بيخلي لعيبة كتير بعد ماتسمع إنها موهبة و إنها اتولدت علشان تلعب كورة، تبدأ تقلل من فترات تدريبها الشاقة، تدرب ليه ماهي موهوبة؟ وبالتالي يتراجع مستواهم تدريجياً ، وده دور المدرب أو الأب أو الأم ودعمهم النفسي وفهمهم لسيكولوجية النجاح و إزاي يقدروا يدعموا ولادهم طول الوقت ، مش يستنوا موهبة تطلع من اللاشيء.
الكتاب فيه أفكار و قصص كتير وأنصح بقرائته لأي حد ، هيفرق معاه في تصوره عن حياته و نجاحه.
_________________
فكرة تانية بيناقشها الكتاب حبيت أناقشها معاكم و هي:
ليه ربنا بيستجيب للمسلمين والمسيحين والبوذيين و الهندوس ؟
ماثيو سِد في كتابه Bounce بيتكلم عن وهم الموهبة عامة ، وإن إزاي مافيش إنسان بيتولد موهوب لكن في إنسان بيتوفرله الظروف ومع إصراره على التدريب المستمر بيوصل لمكان اعلى من الناس التانين.
و خلال ده بيناقش في الكتاب ظاهرة لاتنين رياضين متدينين واحد مسلم محمد على كلاي، وواحد مسيحي جونثون إدوارد، الأثنين كانوا بيصلوا وبيدعوا قبل المبارايات و بيقولوا إنهم مش هيخسروا طول ما ربنا معاهم ، كانوا بيقولوا نفس الكلام ومقتنعين بيه وكان نجاحهم هو إيمانهم ، لكن كانوا بيتكلموا عن إله مختلف، فأي من الألهين كان فعلاً بيوفق ؟
طبعاً التفسير اللي هنسمعه من كل راجل دين بياكل عيش في الحياه عن طريق إثبات إنه دينه الصح ودين الناس التانين غلط، هو إن ربنا بيشيل الخير ليك كمؤمن في الجنة، لكن بيدي للكويسين من الديانات التانية في الدنيا.
ماثيو بيقول إن غالباُ الألهين مش بيوفقوا، إن اللي بيوفق هو ال Mind-set او العقلية بتاعة اللاعب، العقلية اللي بتخليه يصدق إن في قوة خفية واقفة معاه وهتنجحه، فده بيخليه يهدى و يقدر يركز في اللعب وبالتالي ينجح في المبارة، و اللاعب ممكن يعمل كدا لو هو ملحد حتى عن طريق تمارين تأمل وتنفس قبل المبارة.
بيشرح الفكرة دي عن طريق حاجة تانية وهي ال placebo effect تأثير الدواء الوهمي، وهي ظاهرة هزت المجال الطبي لما كان في دكتتور بيعالج مصابين الحرب وفجأة المخدر خلص، فامر الممرضة تحط ميه بملح للجرحى بدل من المخدر، والجرحى ماحسوش بألم طول فترة العلاج لمجرد إنهم مصدقين إنهم اخدوا مخدر لكن ماخدهوش فعلاُ.
كارل ماركس قبل كدا لاحظ الظاهرة دي وقال جمله الشهيرة " الدين أفيون الشعوب" ، وده اللي بيحصل حوالينا كل يوم، موقف واحدة تسقط، الأفيون: ماتزعليش ربنا شايلك حاجة أحسن، واحدة جوزها بيضربها، الأفيون: اصبري إن الله مع الصابرين، واحدة حقها يضيع في بلد بلا قانون، الأفيون: استعوضي الله وادعي ربنا كتير يرجعلك حقك.
الأفيون بقى منتشر في كل مواقف حياتنا، لدرجة مش بتخلينا ولا ناخد خطوة جد للتحسين، ولا نقول كلام مناسب يفيد اللي في الموقف الصعب، الكلام ده مابقاش حاجة كويسة لما خلانا سلبيين كدا و مش بنعمل حاجة في حياتنا غير الكلام.
بيتكلم ماثيو عن دراسة اتعملت إن الناس المتدينين ( أياُ كان دينهم ) بيكونوا عرضة أقل لأمراض القلب ( مش بسبب زيت الزيتون ها ) ، لكن بسبب فكرة إن حد هو اللي بيمشي لك أمورك دي بتريح، لكن مع الراحة دي ( التوكل) بنقع كتير في فخ (التواكل) السلبية لأن اللي بيفصلهم شعرة.
______________
أتمني تكونوا استقدوا من ملخص الكتاب ، وأي حد عنده فرصة أنصحه يقراه، و ممكن يشتريه من أمازون من :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق