ما لا تعرفه عن مونتيسوري - الجزء الخامس - كيف أقدم أنشطة مونتيسوري للطفل؟

هذه التدوينة استكمالاُ لسلسلة تدوينات عن مونتيسوري لقرائتها من هنا: الجزء الأول ، الجزء الثاني ، الجزء الثالث، الجزء الرابع 

في هذا الجزء نتحدث عما اشتهر به نظام مونتيسوري وهو أنشطته و أدواته ..

•  ماهي أنشطة مونتيسوري؟

اشتهر نظام المونتيسوري بأدواته نظراً لأن لها شكل جميل فهي مصنوعة من الخشب وتلون بألوان جميلة.

في البداية علينا الآن أن نفرق بين التعريفات كي يكون الموضوع أكثر وضوحاً: 

أدوات مونتيسوري: هي الأدوات التي قامت ماريا مونتيسوري بتصميمها للأطفال بغرض تعليمي، كل أداة تعلم مهارة معينة، والأدوات مصصممة بشكل يجذب الطفل للتعلم بديه وبحركة بدون تلقين من معلمة أو حفظ ، مثل صندوق دوام الأشياء، عيدان العد الزرقاء و الحمراء، كروت ورق الصنفرة للحروف ... 
و  كل الأدوات تستخدم في مدارس مونتيسوري لطفل أكبرمن تقريباً ثلاثة سنوات و إلى مرحلة ما قبل الجامعة.

دروس مونتيسوري: هي دروس تبدأ من سن ثلاثة سنوات تقريباً تستخدم أدوات مونتيسوري في مدرسة مونتيسوري ( أو في المنزل إذا كان الطفل يتعلم منزلياً بمنهج مونتيسوري) ، تقوم فيها المرشدة أو الأم بدعوة الطفل للدرس وتقوم بالدرس أمام الطفل كأنه تجربة عملية، وتتحدث بكلمات قليلة جداً مثل درس تقديم اللون الأحمر والأزرق، تقوم المرشدة بإحضار صندوق يحتوي على كارتين واحد أحمر وواحد أزرق، وتخرج الأول وتقول للطفل هذا أحمر، ثم الثاني وتقول هذا أزرق، ثم تسأل الطفل أين الأحمر، ثم من المتوقع أن يجيب الطفل خطأ أول مرة، تبتسم المرشدة، وتضع الكرتين في الصندوق بدون تصحيح، وتقوم بوضع الصندوق مع باقي الأدوات على الرفوف في الفصل ثم تترك الحرية للطفل لاختيار الأداة مجدداً أو أداة آخري.
أمثلة للدروس : تعليم الطفل سكب الماء من دورق لكوب، تعليم الطفل الألوان الثلاثة الأساسية، تعليم الطفل، تعليم الطفل أسماء القارات، تعليم الطفل أصوات الحروف ، تعليم الضرب و القسمة.

ألعاب مستوحاه من نظام مونتيسوري: هي ألعاب للمرح وفي نفس الوقت لها هدف للتعلم وتنمية المهارات المختلفة للطفل ، وتكون موجودة في المنزل للطفل سواء يتعلم في المدرسة أو تعليم منزلي في المنزل، ولا يوجد ألعاب محددة لكن يمكن للأم أن تختار ما يناسبها بشرط أن تكون مستوحاه من نظام مونتيسوري، وتبدأ من الميلاد وتستمر طول فترة الطفولة.

ألعاب مستوحاه من مونتيسوري يعني أنها:
1- الطفل هو المتحكم فيها .. الطفل هو الذي يقرر يلعب بها بدون دفع من أحد، أو يتركها، يكون لديه الحرية. ( بدون أذية نفسه أو الآخرين طبعا ) لذا توضع الألعاب على أرفف مفتوحة وليس صناديق أو أدراج مغلقة.
2- اللعبة تظهر الخطأ للطفل أثناء اللعب..  مثلاً البازل يكتمل و إذا حاول الطفل وضع قطعة مكان الآخرى، سيظهر له الخطأ وسيكتشفه بنفسه بدون مساعدة من الكبار.
3- تشمل أكبر قدر من الحواس .. الطفل يتعلم عن طريق حواسه و كل أنشطة مونتيسوري لابد أن تثير حواسه، فكل الألعاب التي يضغط الطفل على زر فتنحرك أمامه، أو الألعاب التي لا معنى لها  كالمسدسات هي ألعاب مرفوضة في نظام مونتيسوري.
4- الألعاب لها هدف محدد، وتخدم مبدأ محدد، فمثلا برج الحلقات المختلفة الأقطار، لابد أولاً أن نعطي للطفل حلقة واحدة لإدخالها للبرج، وحين يستطيع إدخال حلقة، نعطي له حلقتين من نفس اللون لكن أقطار مختلفة ليحاول ترتيبهم، وهكذاً فإذا أعطينا للطفل حلقات نفس اللون سيركز على الأقطار، أما الألوان المختلفة ستؤدي للتشتت.
5- لها نهاية يصل إليها الطفل، فالطفل بحاجة للإحساس بالإنجاز، لذا لا تشجعي طفلك بكلمات المدح بعد الإنتهاء من لعبة، فهو لا يحتاج لهذا التشجيع، لكن اتركي له فقط اللعبة ليكملها بحرية وهذا يكفيه.
5- تساعد على التركيز، اللعبة قابلة للتكرار ليست مثلاُ "استكير" يقوم بلصقة على الورق، فهذه اللعبة لمرة واحدة، قابليتها للتكرار يعني أن تقدم للطفل عدة مرات، سيستطيع حين تقديمها مرة أخرى أن يربط في عقله التجارب السابقة ، كما أن عقل الطفل يتطور بسرعة لذا سيكتشف تفاصيل جديدة فيها.

وتبدأ من سن الميلاد وتستمر طوال الطفولة في المنزل.
ومونتيسوري تنصح بإستخدام كل الأشياء المحيطة بالطفل من الميلاد كألعاب له كي تتطور حواسه وإدراكه. فيمكن أن تكون اللعبة هي أدوات الطبيخ أو فرش تمشيط الشعر، أو أي شيء في بيئة الطفل.

أنشطة مونتيسوري غالباً يستخدم هذا المصطلح للجمع بين الأدوات والألعاب.

أنشطة مونتيسوري من الميلاد هي بمثابة العمل بالنسبة للطفل، ففطرة الطفل هي أن يعمل وأن يتحرك وأن يحاول وأن يستكشف، لا يمكن أن تجد طفل يجلس فقط للتأمل طوال اليوم أو يفضل النوم والإسترخاء على اللعب و بذل الجهد، حتى أن الأطفال ترفض أن تقيد في كراسي الأطفال العالية أو في أرجوحة مثلاً لفترة طويلة.

•  ماهي المهارات التي يتعلمها الطفل من الألعاب والأدوات؟

تقدم مونتيسوري من أول يوم من الميلاد، أنشطة خاصة للطفل لتساعده على تنمية مهاراته في 7 جوانب:

1- أنشطة الحواس ( التي تنمي الحواس الخمس )

2- الأنشطة اللغوية ( القراءة والكتابة والتحدث)

3- أنشطة الحياه العملية ( الحركة و العناية بالنفس وبالبيئة)

4- الرياضيات ( الأرقام والأشكال و الهندسة)

5- الأنشطة الثقافية والعلمية ( التاريخ والجغرافيا و الأحياء )

6- الأنشطة الإبداعية و الفنية ( الرسم و الألوان و التصوير )

•  كيف أرتب الألعاب والأدوات لطفلي في المنزل؟

 ترتب الألعاب و الأدوات في رفوف كالصورة التالية، و توضع الألعاب والأدوات التي تحتوي على عدة قطع داخل سلال أو صناديق من الخشب 

لا توضع الكتب في نفس الرفوف أبداً ، لكن توضع منفصلة عنها في سلة بجوارالرفوف كالصورة:

أو توضع في رفوف خاصة بها كالتالي :

ويمكن وضع رفوف الكتب في غرفة الطفل مثلاً وسلة الكتب في غرفة المعيشة.

ونضع سجادة للعب أمام الرفوف ليقوم الطفل باللعب فوقها. ولا يقوم بإخراج الألعاب بعيداً عنها ، حتى يتعلم النظام.

•  كيف أقدم الألعاب والأدوات لطفلي في المنزل؟

في أول ستة أشهر سنهتم أكثر بأنشطة الحواس وهي الأنشطة التي تثير الحواس و تطورها، سنلاحظ أن الألعاب بسيطة لا تتطلب تفكير أو تحليل من الطفل في هذه الفترة، فقط تجعله يستخدم حواسه ويدربها، وسنهتم بالأنشطة الحركية (أنشطة الحياه العملية) حتى نساعد الطفل على الحبو والمشى والحركة أسرع، وسنهتم بالأنشطة اللغوية التي تساعد الطفل على اكتساب اللغة وتطورها، لأن كلما تحدث الطفل أسرع أصبح متفاعل بشكل أكبر.

ولمشاهدة أنشطة هذا العمر من هنا : أنشطة مونتيسوري من 0 ل 6 شهور

- نحدد مكان في المنزل لوضع الأنشطة يجب أن يكون مفتوح كرفوف مثلا وليس أدراج مغلقة حتى يراها الطفل أمامه ، و في هذا العمر لن يستطيع الوصول إلي الألعاب، لكن سوف يراكِ وأنت تحضرين منه الأنشطة والألعاب فيرسخ في عقله أن هذا مكان الأنشطة.

-  نقوم في بداية الأسبوع بتجهيز أنشطة متنوعة لتنمية مهارات مختلفة ،ونضعها على رفوف الأنشطة.

-  نستبدل الأنشطة بأخرى جديدة مرة أسبوعياً، ويمكن تكرار الأنشطة القديمة بعد أسبوعين.

- من عمر 0 ل 6 غالبا لن يجلس الطفل، أو يجلس بمساعدة، فنقوم بوضع الطفل في حجر الأم ونحضر النشاط وتقوم الأم باللعب به أمام الطفل، وتشجعه على أن يمسكه بيده و يشمه ويضعه في فمه ويسمعه.

- يمكن تحديد سجادة صغيرة للعب، أمام أرفف الأنشطة ، حتى يتعود الطفل على مكان مخصص للعب.

بدءً من الشهر السادس لسنتين ستطور الأنشطة ، ويكون لها هدف محدد، وسيتم تكرار النشاط مع الطفل حتى يتقنه ،  ويحقق الهدف منه لكن ستظل الأنشطة متركزة على الحواس والحياة العملية و اللغة.

ولمشاهدة أنشطة هذا العمر من هنا : أنشطة مونتيسوري من 6 ل 12 شهر

- لن نضع كل ألعاب الطفل أمامه طول الوقت حتى لا يمل سريعاً ويرفض اللعب بها ، لكن سنضع على الأرفف من 4 ل 6 ألعاب، ونقوم بتغييرها كل 3-4 أيام أو على الأقل مرة أسبوعياً، ثم إعادتها مرة أخرى لاحقاً. 

- مع مراعاة إذا كان الطفل مهتم بلعبة أكثر من باقي الألعاب، لا نقوم بإزالتها بل تركها مع الألعاب الجديدة على الرف.
- لا تقدمي لعب جديدة اشترتيها مرة واحدة بل قدمي لعبة جديدة مع كل مرة تغيري أرفف الألعاب.
- تقديم اللعبة الجديدة أو النشاط الجديد بأن تقومي بوضعه على الرف، و سيقوم الطفل بملاحظته حين يقترب من رف الألعاب، فاخرجيه معه وقوموا بأداء النشاط معاً، وإن لم يلاحظه قومي بدعوته للنشاط عن طريق أن تجلسي بجوار رفوف اللعب وسيأتي للجلوس بجوارك ثم اخرجي النشاط على الأرض أو الطاولة وقومي به معه. 
- قد تشترين لعبة جديدة ولا تجذب انتباه الطفل تماماً، فلا تجبري الطفل على اللعب بها أو تمنعيها ، استمري بتقديمها للطفل عدة مرات على فترات.

- نقوم بجلستين لعب في اليوم صباحاً ومساءاً - أو طبقاً لجدولك وجدول الطفل - وباقي اليوم لعب حر أو قراءة أو مشاركتك في المنزل ، تجلس الأم وبجانبها الطفل وتختار أولا النشاط وتقوم بعمله بالطريقة الصحيحة ( مثلا تضع الطبلة على الأرض، و تمسك المطرقة بيدها و تقوم الأم بالخبط عليها بالمطرقة) أمام الطفل بدون كلام إو بكلمات قليلة جداً (نطرق بالمطرقة على الطبلة)، ثم تتركه للطفل ليقوم بعمله، ولن يقوم بعمل النشاط بطريقة صحيحة من أول مرة ( مثلا قد يضع المطرقة في فمه و قد يقذف الطبلة) ، لكن تتركه الأم يلعب  بحرية ويكتشف ما يريد أن يكتشفه هو تماماً بدون تدخل، ثم سيتجه الطفل لرفوف الألعاب لإختيار لعبة اخرى فتقوم الأم بإرجاع اللعبة القديمة للرفوف حتى يعتاد على النظام، واللعب مع الطفل باللعبة التي قام باختيارها، وهكذا.
- لا تضع الام الطفل أمام اللعب وتتركه وتذهب ، فهو سيبكي لأنها ستتركه و سيرتبط مكان اللعب بالمشاعر السيئة، لكن تجلس الأم تلعب قليلا مع الطفل، ويمكن أن تقوم بعد فترة وتتركه.
للطفل الحرية خلال اليوم للذهاب لرفوف الالعاب واللعب بها كما يشاء بدون تدخل.
- الجلوس للعب هو للمتعة لكِ ولطفلك، إذا كنتي متعبة أو غير مستعدة لا تجلسي مع طفلك أمام اللعب، اجلسي في أي مكان ويمكن أن يحبو الطفل لها إذا أراد.

- نحاول أن ننوع في الألعاب على الرف، فنضع لعبة من كل قسم من أقسام الأنشطة.
- لا تعامل الأنشطة على أنها شئ لإلهاء طفلك عنك، فالأنشطة في هذا السن ستحتاج وجودك بجواره، ولن يقوم باللعب أغلب الوقت إلا وأنتي بجواره. كما أن لعبه لمدد قصيرة كخمس دقائق هي مدد مناسبة لهذا العمر لا تتوقعي جلوسه مثلا نصف ساعة للعب بنفس اللعبة إلا لو كانت جديدة فقد يقضي وقت أطول من المعتاد.
- لن يكتمل النشاط أبداً من أول مرة تقدميه، فقد تقدمين نشاط يبدأ الطفل بمسكه أول مرة ثم يتركه بدون اهتمام، لا تحبطي فهذا طبيعي ارجعي النشاط للرفوف واتركيه، سيعود الطفل إليه مرة أخرى في أي وقت. فمثلا نشاط ادخال الكور في اسطوانة، سيبدأ الطفل بأخد الكور ورميها بعيداً أول مرة، ثم اليوم التالي سياخذ الاسطوانة يدخل بها اشياء اخري غير الكور، ثم الأسبوع القادم يقذف الاسطوانة، ثم سيضع الاسطوانة على فمه ويصرخ ، هكذا مرات عديدة ثم أخيراً سيدخل الكور في الاسطوانة ويخرجها عدة مرات. هذا كله طبيعي اتركيه يكتشف ويجرب بكل حرية، فبرميه للأشياء سيسمع أصوات جديدة فينمي حاسة السمع، وسيقوي من عضلات يده، و سيفهم مبدأ جديد وهو تصادم الأشياء وهذا كله مفيد. اتركي الحرية للطفل ليتعلم ما يريد هو لا ماتريدن أنتي.

من الثلاثة سنوات: الأنشطة ستكون متقدمة أكثر، ونبدأ بتقديم فكرة الدروس وسنتحدث عن هذا في موضوع منفصل لاحقاً لأن لكل درس طريقة تقديم مختلفة.

إلى اللقاء في التدوينات التالية.

قد يعجبك أيضاً

كيف جعلت ابنتي أسعد طفلى في العالم

كل شئ عن تربية الأطفال