`

الخميس، 4 يناير 2018

ليه أطفال الأجانب كيوت و هاديين و أطفال العرب متشرديين؟


طبعا السؤال مش الهدف منه التقليل مننا ولا عقدة الخواجة ولا أي حاجة، بس أي حد ركب طيارة غالباً بيسأل السؤال ده لما يلاقي أولاد الأجانب قاعدين هاديين جنب أهلهم، وأطفال العرب طول الرحلة زن وعياط و خناق مع أمهاتهم.

ولأني عشت فترات في بلاد عربية وفترات في بلاد أجنية ، لاحظت فعلاً إن في فرق وبدأت اسأل و أقرا و ألاحظ و أجرب أكتر لغاية ماتوصلت للأسباب اللي هأقولهالكم دي، وبردو دي أسباب من وجهة نظري مش دراسات علمية يعني.

و طبعا مافيش تعميم، في عند الأجانب أمهات مراهقات بترمي ولادها، و في أمهات الحكومة بتاخد ولادها منها بسبب العنف المنزلي، وفي أطفال بمشاكل نفسية كتير، وفي أمهات عربيات رائعات و ولادها شخصياتهم رائعة، لكن نقدر نقول إن في نمط عام أو غالبية وده واضح.


أولاً: الأمهات الأجنبيات تخطط للإنجاب مش بقرار حماتها ولا أمها

البنت الأجنبية بتستمتع بحياتها، بتقرر إمتى مستعدة تتجوز،  و إمتى مستعدة تخلف، و القرارين مش مرتبطين ببعض، عادي تتجوز ٥ او ١٠ سنين بدون ماتخلف، بتنبسط هي و جوزها و تسافر و تتعلم و تشتغل و تشبع من الحياه ،  فلما تخلف ماتبصش لولادها إنهم عطلوها ولا ضحت عشانهم بكل حاجة  و ممكن تقرر ماتخلفش خالص و إنها غير مؤهلة تكون أم ، فلو قررت تخلف بتكون فعلا عايزة ولاد و مستعدة نفسياً و عاطفياً و ده بيفرق في تربيتها ، لأن ال  attitude  بتاعها ( فهمها أو موقفها ) مختلف تماماً عن إنجاب الأطفال من إنه واجب أو سنة الحياه، إلى إنه إختيار و احتياج . 
طبعاً في ناس بتنتقد ده وبتقول إن الأجنبيات بتأجل الخلفة زيادة عن اللزوم (لغاية سن الأربعين مثلاً) لأن مافيش علاقات جادة، لكن إحنا بنتكلم عن مبدأ الأختيار عامة. 


ثانيا الأمهات الأجنبيات تقرأ

الأم الأجنبية هي إنسانة قارئة من طفولتها ، و لما تحب تتعلم عن حاجة بتقرا عنها ، و بالتالي لما تحب تخلف مابتاخدش معلومات من خالتها ولا أمها ولا جارتها، بتاخد معلوماتها من كتب التربية اللي فيها أحدث الدراسات المتعلقة بنفسية الطفل و تطوره و نموه، فبتكون عارفة هي بتعمل إيه بالظبط، وبتكون من القراية كونت رؤية عن إزاي تحب تربي ابنها، إيه المنهج اللي هتتبعه و مواقفها من التربية يمكن قبل ما تخلف أصلاً.. 



ثالثا الأمهات الأجنبيات مثقفات

دي متعلقة بالجزء اللي فات عن القراءة ، لكن أقصد هنا ثقافة مختلفة شوية لأنها ثقافة شعب، حاجة بيتعلموها في البيت و المدرسة و بيشوفوا الجيران  و الأصدقاء بيعملوها ، فبتكون مش مجرد صفة عند الأم لكن ثقافة بتتوارث بين الشعب. 

مثال على ده مثلا لما الأم تقول لابنها اللي بيقول على صاحبه مؤذي ماينفعش نقول على حد مؤذي احنا نوصف التصرف بتاعه انه مؤذي "don’t judge "

أو مثال إن أم تقول لطفلها اللي بيمسك وش طفل تاني ، إحنا مابنلمسش وش حد وإحنا بنتكلم، "مبدأ الخصوصية وإحترام الآخر" ، استحالة مثلا تلاقي نفسك ماشية بابنك في السوق وحد يلاعبة بانه يحط إيده على وشة أو بوقه، بيلاعبه من بعيد بس بدون لمس.

أو طفل مصمم يلعب بلعبة في مكان عام و مش راضي يقوم للأطفال التانية عشان يلعبوا .. فتقوله لازم نشارك sharing is caring لأن ده مكان عام مش مكانك الخاص، و هناخد دور تاني بعد ما الطفل يخلص Take turns. 

دي كلها مواقف بتبني شخصيات الأطفال، كم حد شاف أم غالبا بتستسهل في الموقف الثالث (أنا لسه هارغى ولا أكلم طفل مابيفهمش! ) فتشيل طفلها من على اللعبة مثلا ، فالطفل يعيط فتزعقله فتقوله مش هاخرجك تاني؟ فتنكد على نفسها و على الطفل؟ 



رابعاً أطفالنا شبهننا 

الأطفال فعلا سفنجة بتمتص كل حاجة حواليها، ماتتوقعيش تعلي صوتك في الطيارة مثلا و أنتي بتقولي لأولادك يبقوا هادين و  يقعدوا هادين مايعلوش صوتهم زيك ! 

توقعي لما تكوني خارجة من مكان و تمسكي الباب لحد خارج بعدك ، إن ولادك هيعملوا كدا و يبقوا ذوق زيك.

توقعي لما تبقى إجتماعية و تعزمي ناس في بيتك و تتكلموا ، ابنك يحب يشارك و يقدر قيمة التواصل.

توقعي لما تقولي لابنك شكراً، ولو سمحت، يقولك شكرا و لو سمحتى.


خامسا المدارس

ده آخر سبب قولته لأن الطفل بيروح المدرسة من ٥ أو ٦ سنين فبيكون بالفعل اتقطع شوط كبير من التربية في الفترة قبلها، لكن المدارس عامل مهم جداً ، الطفل بيتعلم أول سنة في المدرسة مش الحروف ولا الأرقام لكن إزاي يعبر عن مشاعره و إزاي يتحكم في غضبه و إزاي يتعامل مع الناس حتى اتيكيت استخدام الحمام و إزاي يبقى نضيف.



دي الأسباب من وجهة نظري اللي بتخلينا نشوف الأطفال الأجانب متربيين ببساطة لأنهم فعلا متربيين!

و أكتر إجابة غلط بتتقال على السؤال ده هي إنه جينات ،لا هي مش جينات و لا حاجة، هي مجهود كبير من الأم والمجتمع والمدرسة بيتبذل، و مش الهدف اللوم ولا جلد الذات ، لكن لازم نواجه نفسنا بالكلام ده علشان نبدأ نتغير، ونشوف إيه ناقصنا ونتعلمه ونطور من نفسنا، و لو أنتي في موقف إنك أنجبتي وأنتي مش مستعدة وحاسة نفسك تايهة دلوقتي، فأعرفي إنك مش هتغيري الماضي خلاص، لكن المستقبل ده كله بإيدك، وقرار إنك تبدأي قراءة وتعرفي أكتر عن التربية و تحلي مشاكلك اللي بتأثر على أطفالك ده إختيارك تماماً، فابدأي التغيير حالاً قبل ما دلوقتي يبقى ماضي بردو بعد شوية وماتقدريش تغيريه، و يمكن عمري ما كنت لاحظت الكلام ده غير لما شوفت الناس دي بتتعامل إزاي، وقريت كتب بيقروها، وفهمت العالم الآخر ده.


اللي يحب يقرا عن التربية أكتر من هنا ممكن تقرا عن :
التربية الإيجابية

هناك 3 تعليقات:

  1. ايمان المقال ده فعلا عظيم ..ز احييكى عليه جدا لأنى كنت فعلا تعبت من القراءة و البحث عن اسباب الاختلاف برغم انى بحاول اقرأ في التربية قدر المستطاع منذ الحمل ..

    ردحذف
  2. استفدت كتييير من المقارنه دي شكرااا ليكي

    ردحذف
  3. برافو 👍

    ردحذف

 

Blog Template by BloggerCandy.com